الى من قال ادّعاء
أنّ لغة الضّاد قاصرة
أقول له متحدّ يا:
ما اختارها الله لغة القرآن
عن الاحاطة بمكنون الكلام
وإنّما هي لغة أحاطت من البيان
ما قصرت عن حمله لغة الأكوان
فلا الصين بحكمة أهلها
ولا الاغريق بجهابذة الفلاسفة بها
ولا الروم بما ادّعوه من قوّة
ولا الفرس بما تفننوه زخرفة
ولا العصر الوسيط ولا الحديث بعلمه
كل لغات الكون توافق قولها
على جمع المعاني بلفظة
فيها التجانس والترادف متلا قيان
ولغة الضاد تميزت عن غيرها
بتخصّص في كلّ لفظ بدقّة لمعاني
واذا أردت مثالا فهاك نموذجا
" الواو" عندنا حرف بسيط مجرّد
لكنه يمتاز عندنا ببلاغة التبيان
فهي واو القسم عند الله كبيرة
وهي للعطف أداة ربط معاني
وهي للحال والمعيّة ثابتة الأداء
وأشدّ بلاغتها " واو الثمانية"
تميّزت ببلاغها آية القرآن
أكرم بها لغة جمعت المعاني بعدّة أوجه
وأبشر بها عند الحساب لغة الرّحمان
تعليقات
إرسال تعليق