القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المقالات

وقفة مع رواية (وحدها شجرة الرمان) المحامية ديانا نبيل العطار



عند اطلاعي لرواية وحدها شجرت الرمان فوجئت بطريقة سردها وكيفية محاكاتها لواقع عراقي أليم جدا لاسيما كاتبها عراقي اي من صلب الحدث وهذا ما جعلني اندفع أكثر لكتابة رؤيتي من وخلال تلك الرواية


كان الكاتب جريء جدا بنقله صورة الواقع من بلاد احتاطه الالم والبؤس من كل صوب ومطحنة الفقر والقهر التي واجهها ابناء بلده من حكم قمعي 


حيث احتاط الموت ازقة بغداد ...و(دچة المغيسل)هي مكان عمله كأن الموت يأبى ان يفارقه ...طالما امتنع عن تلك المهنة المشؤومة لكن القدر كان يجول حوله حتى اضطر بنهاية المطاف الى مزاولتها...


فمهنة وراثية مثل(غسل الموتى)هي الابشع تقرييا لشخص اراد لحياته واقعا مختلفآ) حيث اراد الفن هو ان يكون جزئه الآخر  وحتى قصتي الحب اللتان حاول ان يكتملا ليغيرا عالمه  لم ينجح بهما لذا ان هذا الطابع الذي اضافه (جواد) بطل الرواية زاد القارئ من التمسك لمتابعة الاحداث..! ترى ماهي نهاية المطاف التي ترافق حياة هذا الشاب؟؟


ومن ابشع ما عشناه في تلك الرواية هو عند عروج الفرد الى فوهة النجاة من الحكم السابق سرعان ما يعود لدائرة من الصراع والاقتتال بين افراد البلد الواحد من تحزب (طائفي مقيت)


وكان سرده في روايته من ناحية تصاعد الاقتتال والتمثيل بالجثث سرد مخيف يجعل القارئ يلتفت اذا حدث بقربه صوت معين من شدة التعمق بها...انا اشكر بفرط الكاتب الكبير سنان انطوان على روايته او(قصته) فان كانت هذه القصه من وحي خياله احييه على ربط الاحداث بصورة جعل منها النهاية واقعية تماما فللأسف حتى رغم محاولته مغادرة بؤسه والانتقال لبلد اخر لم يحالفه الحظ وعاد بنفس حقيبته لبلده (ربما احب العراق جواد اكثر مما كان يعتقد)


اخيرا اكتفى بشهادة شجرة الرمان على الجثث وعددها والوحشية التي قتلت بها...كانت ثمارها ممتلئة بارواح الناس عندما كان مياه الغسل يتجه صوب جذورها لكن يا ترى صديقي سنان كيف سيكون شكل الثمرة التي صاحبها دون رأس او يدين.؟

author-img
اهلا بكم في مجلة اقلام لرؤى متعددة الاطياف

تعليقات