القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المقالات

نبي الرحمة ورسالة العلم والكتابة(عزيز فيرم )


عزيز فيرم كاتب سياسي وروائي جزائري
نبي الرحمة ورسالة العلم والكتابة
ونحن على مرمى حجر من ذكرى مولد رسولنا الأكرم محمد صلّ الله عليه وسلم، محطاتٌ وعبرٌ نستقيها من مولده وبعثته إلى النّاس كافة بقطع الطرف عن ألوانهم وأجناسهم، ذكرى لا نريدها محطةً للبهرجة واالإسراف في الاحتفالات دون التوقف وإمعان النّظر في ما يهمنا اليوم كمسلمين موحدين محبين لرسولنا الكريم ولرسالته العظيمة القيّمة .
قد لا أغالي إن قلت بأننا مقصرون في حب نبينا والإستنان بسنته واتباع هديه، وقد يقول قائلٌ ومن قال بأننا لا نكنّ حباً عميقا لرسولنا؟ لكن أقول إن كنا فعلا نحبّه فإنّ هذا الحب الذي محله القلب وتصدقه الجوارح لا بد له أن يوضع موضع النفاذ، بأن يكون في أقوالنا كما أفعالنا وإلاّ فإنه سيستحيل إلى حب منقوص مبتور يناقض القول الفعل فيه.
ومن بين الرسائل العظيمة التي وصّانا بها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم رسالة العلم وأمانة الكتابة، ولا عجب فديننا الحنيف ورسالة الله عزّ وجل قامت على إيلاء الإهتمام بالعلم وصون أمانة الكتابة.
قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
إننا اليوم نرى مع بالغ الاسف، كثيرا من الكتّاب الذين لا يراعون الدّين في كتاباتهم فتجدهم يكتبون بغرض الشهرة والربح المادي ولو كان على حساب الدّين، يشترون غضب الله ولا يبالون بما تخطه أيمانهم ولو وقعت بهم في سقر، ويكبر الإشكال عندما تسمح بعض دور النشر لنفسها بنشر هذه السفاسف والسمجات على نطاق واسع غير آبهة بسوء فعلتها، كما يتعاضد القاريء ذاته ويدخل حلقة الممنوع عندما يحرق جيبه بشراء هاته المؤلفات السافلة التي لن تثري رصيده العلمي أو الأدبي بشيء يذكر سوى أنها تزيد من حجم الهوّة والاغتراب بينه وبين دينه وضميره.
أعظم الأمور وأجلها أنّ البشر يذهبون ويبقى الأثر، ووالله إنّ هناك من أحدثوا توبة وأرادوا نسخ ماكتبوا ونشروا ووجدوا صعوبات بالغة في نسخها، بل إن هناك من مات ويتمنى لو يعود رفة عين إلى دنيانا ليصلح ما أنتجته أفكاره وما خطته يده، ولكن هيهات هيهات.
قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلم-: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له) رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1631، صحيح.
إذن فلنراعي –يا رعاكم الله- هاته المسؤوليات الجسيمة الملقاة على كواهلنا، مسؤولية الكتابة والقراءة والنشر، فعلينا أن نعرف ماذا نكتب وحريّ بنا مراعاة الدّين في ذلك، وجدير بنا أن نشتري ونقتني من الكتب ما يبيحه لنا ديننا وأن ننشر -عبر وسائط التواصل الاجتماعي في حال النشر الالكتروني وعبر دور النشر في حال النشر الورقي وحتى الالكتروني- قلت أن ننشر ما ينفعنا في ديننا ودنيانا وأن نبتعد بمسافات آمنة كل ما يدخل في خانات الشك أو ما يخالف أصول وفروع ديننا الحنيف، وفي اعتقادي أن المسألة سهلةٌ لا تحتاج سوى لصفاء نيّة ونقاء سريرة وتجارة رابحة مع الله، لا ريب في أنها لم ولن تبور.
author-img
اهلا بكم في مجلة اقلام لرؤى متعددة الاطياف

تعليقات