التنمر: هو شكل من أشكال الإساءة
والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف (في الغالب
جسديا)، وهو من الأفعال المتكررة على مر الزمن والتي تنطوي على خلل (قد يكون
حقيقيا أو متصورا) في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة
تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة.
التنمر :هو سلوك عدواني متكرر يهدف
للإضرار بشخص آخر عمداً، جسديا أو نفسيا.
يتميز التنمر بتصرف فردي بطرق معينة من
أجل اكتساب السلطة على حساب شخص آخر.
يقترح مركز الولايات المتحدة الوطني
لإحصاءات التعليم أنه يمكن تقسيم التنمر إلى فئتين:
1- تنمر
مباشر
2- تنمر
غير مباشر والذي يُعرف أيضاً باسم العدوان الاجتماعي.
أنواع التنمر
التنمر في المدارس
يحدث التنمر في كافة أنحاء المدرسة.
فيمكن أن يحدث في أي جزء تقريباً داخل أو حول محيط مبنى المدرسة، وعلى الرغم من
ذلك فأنه يحدث في أكثر الأحيان في قاعات التربية البدنية، أو الاستراحة، أو
المداخل، أو الحمامات، أو في حافلة المدرسة وأماكن انتظار الحافلات، والفئات التي
تتطلب فريق عمل أو جماعات الأنشطة المدرسية.
أحياناً ما يكون التنمر في المدارس من
مجموعة من الطلاب لديهم القدرة على عزل أحد الطلبة بوجه خاص ويكتسبوا ولاء بعض
المتفرجين الذين يريدون تجنب أن يصبحوا هم الضحية التالية. ويقوم هؤلاء المتنمرون
بتخويف واستنزاف قوة هدفهم قبل الاعتداء عليهم جسدياً. غالباً ما فالأشخاص الذين
يمكن اعتبارهم أهداف معرضة للتنمر في المدرسة هم التلاميذ الذين يعتبرون في الغالب
غريبي الأطوار أو مختلفين عن باقي زملائهم، مما يجعل تعاملهم مع الموقف أصعب.
يقوم بعض الأطفال بالتنمر لأنهم بقوا معزولين
لفترة من الزمن ولديهم رغبة ملحة في الانتماء، ولكنهم لا يمتلكون المهارات
الاجتماعية للاحتفاظ بالأصدقاء بشكل فعال (انظر الرفض الاجتماعي). "عندما
تكون تعيسا، فأنت تحتاج إلى شيء أكثر بؤسا منك". ولعل هذا يفسر التصرفات
السلبية تجاه الآخرين.
التنمر في أماكن العمل
وفقا لمعهد التنمر في أماكن العمل
والمآسي فإن التنمر يعتبر "فعل سيء متكرر ضارة بالصحة، وإساءة لفظية، أو سلوك
تهديدي ومهين وترهيبي، أو التخريب الذي يتداخل مع العمل أو مزيج من هذه العناصر
الثلاثة". وتظهر الإحصاءات أن معدل التنمر أكبر 3 مرات من التمييز غير القانوني،
وعلى الأقل أكبر 1600 مرة من العنف في أماكن العمل. كما تظهر الإحصاءات أيضاً انه
في حين أن موظف واحد من بين 10,000 موظف يكون ضحية للعنف في العمل، فهذا يعني أن
هناك واحدا من بين كل ستة موظفين في العمل يواجهون التنمر في أماكن. تعتبر التنمر
أقل شيوعاً من التحرش الجنسي ولكن ليس أقل من الإساءة اللفظية التي تتكرر أكثر من
التنمر.
تنمر الإنترنت
وفقا للمعلم الكندي بيل بيلسي، فإن
تنمر الإنترنت هو:
«الذي يستعين بالمعلومات وتقنيات
الاتصالات مثل الرسائل الإلكترونية والهواتف المحمولة والرسائل النصية والفورية
ومواقع الإنترنت الشخصية التشهيرية والمدونات والألعاب على الإنترنت ليدعموا تصرفا
عدائيا يتسم بالتكرار التعمد من قبل فرد أو مجموعة، ويهدف لإيذاء الأخرين»
التنمر السياسي
تحدث الشوفينية عندما يفرض بلد ما
إرادته على بلد آخر. ويتم هذا عادة مع القوة أو التهديد العسكري. ومع التهديدات،
فإنه من الشائع أن يكون ذلك لضمان أن المساعدات والمنح لن يتم منحها لدولة أصغر أو
أن الدولة الأصغر لن يُسمح لها بالانضمام إلى منظمة التجارة. غالباً مايكون الفساد
السياسي، والانقلاب، الكليبتوقراطية هي الحلول والردود لتعرض البلاد للتنمر.
التنمر العسكري
في عام 2000، عرفت وزارة الدفاع في
المملكة المتحدة (MOD)
التنمر على النحو التالي: "... استخدام القوة الجسدية أو إساءة استعمال
السلطة لتخويف أو إيذاء الآخرين، أو لإقرار العقوبات غير المشروعة." ويشير استعراض لعدد من الوفيات الناجمة عن
الانتحار في ثكنة بر الملكية، ديبكتد أعطاه نيكولاس بليك المستشار الملكي إلى أنه
بالرغم من وجود ثقافة التنمر خلال منتصف إلى أواخر التسعينات إلا أن العديد من القضايا
جري تناولها كنتيجة لاستعراض تدريب الدفاع.
المقالب
المقلب هو في غالب الأحيان اختبار
شعائري والذي قد يكون على شكل تحرش أو إساءة أو سوء المعاملة مع طلب أداء بعض
المهام التي لا معنى لها؛ أحياناً كوسيلة للانضمام في مجموعة اجتماعية. ويمكن أن
يشير المعنى إما إلى الممارسات البدنية (أحياناً عنيفة) أو العقلية (ربما مهينة).
وهي تعتبر مسألة ذاتية حيث يتم رسم خط فاصل بين المقلب الطبيعي (مسيء إلى حد ما)،
وطقس المرور المجرد، وهناك منطقة وسطى حيث يتداخل خلالها الجانبان، وحتى الإساءات
الضارة التي لا ينبغي أن تكون مقبولة إن تم قبولها كرهاً (حوادث خطيرة ولكن يمكن
تفاديها لا تزال تحدث، حتى الإساءة المتعمدة مع حدوث عواقب طبية خطيرة مماثلة، وفي
بعض التقاليد فإنها تتكرر بشكل اعتيادي). وعلاوة على ذلك، ولأنه يجب أن يكون
انضماما شعائريا، فإن معنى اجتماعي مختلف يمكن أن يعني معاملة متماثلة فيكون مقلب
للبعض وليس للآخرين، وكمثال، فإن احتفال عبور خط الاستواء في البحر يعتبر مقلبا
عند البحار في حين لا يكون كذلك للركاب.
خصائص المتنمرين
تشير البحوث إلى أن المتنمرين البالغين
يكون لهم شخصيات استبدادية، جنبًا إلى جنب مع حاجة قوية للسيطرة أو الهيمنة. وقيل
أيضا أن وجهات نظر المرؤوسين يمكن أن تكون عامل خطر عليهم بشكل خاص.
أظهرت مزيد من الدراسات أنه رغم أن
الحسد والاستياء قد يكونان دافعين للتسلط،
فلا تتوفر الأدلة التي تشير إلى أن المتنمرين يعانون من أي نقص في تقدير
الذات (حيث ظهرت نتائج متساوية عن الموضوع، فالمتنمرون عادة ما يكونون متكبرين
ونرجسيين). ومع ذلك، يمكن أيضا أن يستخدم التنمر كأداة لإخفاء العار أو القلق أو
لتعزيز احترام الذات: عن طريق إهانة الآخرين، حيث يشعر المسيء نفسه/ نفسها
بالسلطة.
حدد الباحثون عوامل أخرى، مثل الاكتئاب
واضطراب الشخصية وكذلك سرعة الغضب واستخدام القوة، والإدمان على السلوكيات
العدوانية، وسوء فهم أفعال الآخرين على أنها معادية، والقلق على الحفاظ على صورة
الذات، والانخراط في أعمال الهوس أو العنف.
قد يكون التنمر أيضا نوع من
"التقليد" في الأماكن التي تشعر فيها الفئة العمرية الأكبر أو المرتبة
الأعلى انها متفوقة عن المراتب الأقل، مثل الجيش الروسي حيث عادة ما يتنمر
المجندون في سنتهم الدراسية الثانية على مجندي المرحلة الأولى. ويُقترح غالبا أن
السلوك العدواني له أصل في الطفولة:
"إذا لم يتم التصدي للسلوك
العدواني في الطفولة، فهناك خطر أن يصبح سلوكا اعتياديا. وفي الواقع، هناك أدلة
بحثية، تشير إلى أن التنمر خلال مرحلة الطفولة تضع الأطفال في خطر السلوك الإجرامي
والعنف المنزلي في مرحلة البلوغ.
ليس من الضروري أن ينطوي التنمر على
الإجرام أو العنف الجسدي. فعلى سبيل المثال، غالبًا ما يعمل التنمر من خلال
الإيذاء النفسي أو الإساءة اللفظية.[بحث أصلي؟] وفي كثير من الأحيان يمكن ربط
التنمر بعصابات الشوارع، وخاصة في المدرسة.[بحث أصلي؟]
قد يكون المتنمرون هم أنفسهم كانوا ضحايا
للتنمر.
آثار التنمر
يمكن أن تكون آثار التنمر خطيرة جداً،
بل ومن الممكن أن تؤدي إلى الوفاة. وتقول موناى أومور الحاصلة على الدكتوراه في
مركز مكافحة التنمر، كلية ترينيتي في دبلن، أن "هناك هيكل نامي من الأبحاث
توضح أن الأفراد، سواء كانوا أطفال أو بالغين والذين يتعرضون باستمرار للسلوك
التعسفي، يكونون معرضين لخطر الأمراض المتعلقة بالضغط النفسي والتي من الممكن في
بعض الأحيان أن تؤدي إلى الانتحار".
يمكن أن يعاني ضحايا التنمر من مشاكل
عاطفية وسلوكية على المدى الطويل. حيث قد يسبب التنمر الشعور بالوحدة، والاكتئاب والقلق
وتؤدي إلى تدني تقدير الذات، وزيادة التعرض للمرض.
قال المؤتمر الوطني للمجالس التشريعية
للدولة:
"في عام 2002، بين تقرير صادر عن
وكالة الاستخبارات المركزية إلى أن التنمر لعب دورا هاما في إطلاق النار في العديد
من المدارس، وينبغي بذل الجهود للقضاء على هذا السلوك العدواني."
الانتحار
هناك رابط قوي بين التنمر والانتحار.
حيث أدى التنمر إلى العديد من حالات الانتحار كل عام. ويقدر أن ما بين 15 و 25
طفلا ينتحرون سنويا في بريطانيا وحدها لأنهم يتعرضون للمضايقات.
كيفية التعامل مع التنمر
1- تقوي
الثقة بالنفس، وكثرة الثقافة والاطلاع، بياناً سليماً يدعم صاحبه بالرد الحسن، على
أصحاب الإشارات السيئة.
2- يجب
التزام الصدق والقوة في التعامل مع كل متنمر، فإذا كان من نصيبه الهدى بالسلوك
الطيب اهتدى، وإن لم يكن فسيكون من نصيبه الصد، والنفور، والوحدة.
3- يُنبذ
المتنمر من أصحاب السلوك السوي، فيصبح حاله كحال المعزولين عن الآخرين نتيجة
لإصابتهم بالوباء.
4- يستمع
المتنمر لصوت يخبره بأن في كلمته ما يُسري عنه، ويستمع صاحب القول الصالح لصوت
ضميره فلا يؤذي بكلماته أبداً.
5- يُهجر
المتنمر لإلقائه عبارات لا تحمل إلا كل تجريح وإهانة، ويُرافق ذا القول الطيب لإلقائه
عبارات التفاؤل والمحبة.
6- يجمع
المتنمر في سلوكه كل ما شر وشيطاني، ويجمع المتحضر في سلوكه كل ما هو محمود،
وسليم، ومقبول.
7- يرفض
سلوك المتنمر كل ما يرمي إلى الإعتذار، وينظر المُحسن إلى الإعتذار ككلمة طيبة
تنشر السلام، والمحبة في النفوس.
8- تنص
الفطنة أن يُصبح قولك وتعاملك ليناً حتى مع المسيئين، فربما يُفلح تعاملك الحسن
إلى متنمر ذو قول سيء في صلاح أحواله.
9- يفيد
التعاون في إنشاء مجموعات تطوعية لنشر التوعية بثقافة القول السمح، ونبذ التنمر.
10- يجب
التصدي لجميع مجالات التنمر بكل قوة، ويجب تبني جميع السلوكيات التي تُوصي بضرورة
مواجهة المتنمرين ومعاقبتهم.
نبذ الشرائع السماوية للتنمر
1- تكره
الأديان السماوية إلقاء الأخ لأخيه بالكلمات المسيئات، وتؤكد على أن الكلام الطيب
هو ما يجب من القول بين الجميع.
2- تدعم
الشرائع الكلمة الطيبة كأساس ديني قويم، وكسبيل راقي للحفاظ على سيادة الخلق
الطيب، ونبذ كل ما هو عنيف ومهين.
3- ترفض
جميع الديانات السماوية خلق التنمر، ونعده الأساس الأول لانتشار الإرهاب والعنف
بجميع صورهم.
4- تنادي
جميع الشرائع بالتسامح، والمودة، والمحبة، والتفاؤل، وغيرها من القيم الطيبة التي
لا تقبل أي صور من صور الإهانة للآخر بدءاً من الكلمة.
5- يديم
الأثر الطيب للكلمة الطيبة دوام الحياة وبعد الممات، ولا يديم للكلمة الخبيثة إلا
شر الأثر.
6- تتسبب
كلمات التنمر بدفع الإنسان إلى كل ما هو سيء من الخلق، وترفع الكلمات الطيبات من
قدر الإنسان، ومن طاقته لفعل كل ما هو حسن.
7- تبجل
الأديان السماوية من قيمة القول الطيب الذي يُرضي الله عز وجل، وتستنكر الكلام
الخبيث الذي لا يُرضي الله أبداً.
8- تزيد
الكلمة الطيبة من حسنات صاحبها العشرات، ولا توقع الكلمة السيئة إلا بسيئة مثلها .
9- قدر
الخالق عز وجل أن تمحي الحسنة السيئة، وأن يُنسأ للكلمة الطيبة أثر يدوم حتى بعد
رحيل صاحبها لدار الحق، والنعيم الأبدي.
1- يُكرم
المرء لأشياء عدة على رأسها كلامه الطيب، ويحط من قدره أشياء عدة يبرز أعلاها
الكلمة المسيئة .
11- يعيش الخلق الطيب مادام أصحابه
حريصين على توكيد وجوده بالقول اللين، الحسن، الطيب، ولا تحيا أو تدوم صحبة جمعتها
الأسس الخبيثة أبداً.
لا يمكن أن ينتصر الخلق الإنساني
للتنمر، فهو كان ولا يزال سلوك مزموم. لهذا تعين علينا جميعاً مواجهة هذا السلوك
بالرفض أينما كنا، وحيثما وجدنا. فمن ناحية العقيدة، نبذت جميع الشرائع السماوية
سلوكيات العنف قاطبة، وجعلت منبتها جميعاً هو الكلمة. لهذا توجب أن نربي أبناءنا
من الأجيال اللاحقة على أصول التعامل الطيب بين الجميع، والتوكيد دائماً على أن
الكلمة الطيبة مثلها كمثل الشجر الطيبة، وأن الشجرة الخبيثة مصيرها هو الإقتلاع
والذهاب في مهب الريح؛ فلا أساس لها ولا طيب لوجودها.
تعليقات
إرسال تعليق