االليل
الجو ماطر الغيوم تتسارع
الرعد يزلزل الحيطان
الشوارع فارغة
المدينة معتمة لا يوجد نور
نظرت من نافذتي المطلة على الشارع
لا أرى فقط سوى أشباح تتراقص
وأوهام ركبت مخيلتي
وصداع أوجع ذاكرتي
رَنَّ هاتفي مكالمة فيديو
تجاهلت الرنين
لا زلت أنظرُ إلى الشارع
وأعد أعمدة الكهرباء
هل أنا في صحراء
هل كان كذب عشقي واللقاء
رَنَّ الهاتف ثانية وثالثة
ركضت مسرعاٌ
كأنني أحسست بشيء لا شعوري
يقبض روحي
يفتق في جروحي
وجدتها هيَّ
هيَّ
أحتضنت الهاتف بلهفة المجنون
العاشق المتيم
بدأت أرتعش من الخوف
نسيت أني بردان
نسيت أني غريب بلا عنوان
تمتمت بضع كلمات
الكلام لايخرج
من شدة الصقيع
قالت لي تعال خذني إليك
أخاف الوحدة
احمني من حالي
أخاف أن أضيع
سقطت دمعتها
رأيتها تتبخر كأنها على صفيح ساخن
وليس خدها الناعم
جننتَ مابكِ
ما الذي يخيفكِ
زاد نشيجها
تعال خذني إليكَ
ضمني بأحضانك
تعال ضمني
كالطفلة الرضيع
قالت شمعتي تذوب
من أول ساعات الغروب
حاولت إليك الذهاب
لكن الخوف منعني
أن تستغلني فريسة الذئاب
أخاف أن أفتح الباب
تعال خذني وأقتل الخوف بداخلي
راقصني عارية في البرد
معك لا أشعر بالبرد
ولا أخاف من ذئاب
لو كانوا قطيع
تجمدت عروقي خوفاً عليها
كانت تبكي وتهذي
رأيت بياض جسدها يتلاشى من الخوف
وشفتيها ترتجف
أدركت حينها الأعتذار
في وقت متأخر لا يشفع
أدركت أوصالي عليها تتقطع
قلت لها دقائق أنا قادم
أرتديت قلنسونتي الصوفية
ومعطفي الرمادي الذي تعشقهُ
بحثت عن مفاتيح البيت لم أجدها
تركت البيت مسرعا بلا أقفال
المطر يشتد
والرعد زلزال
استأجرت تكسي
انطلق مسرعا
بين الحقول وحفيف الأشجار
تعديت الحاجز الأول
ودوي المطحنة القديمه
وأنا احترق
لم ينقطع اتصالها
لم يهدأ بالها
حبيبتي انا قادم إليكِ
دقائق إنتظريني
لم ينقطع بكائها
أنا وحدي
اسرع يرتجف جسدي
سألني السائق
من هذه
قلت له من أحب
قلت له عاشقتي
الذي أحبتني
وتمتب قصائد عشقها
بحضوري وبعدي
هي عمري اليوم وغدِ
هي ورق القداح الندي
هي القوس والميزان والجدي
قال حقا كل هذا
قلت أكثر من ذلك
قال ماذا بعد
قلتُ له هيَّ محرابي ومعبدي
رن هاتفي
هي
قلت لها أفتحي أنا عندكِ
سمعت خطاها من الفرح
كصوت القطار
كصوت الرعد والأمطار
ودعت السائق
وأخذتني بأحضانها
كفى لاتبكي
لا تشكي أنا معكِ
قالت ضمني بقوة
كأنها روحها في أحتظار
قلبها يدق مسرعاً
وجهها أشرق كشمس النهار
قالت هل فعلاً أنت الآن معي
تعال هذا وسادتي ومخدعي
ضمني احمني من حالي
كي أحس بالأمان
كي تكون لي الأب
والوطن والعنوان
أنا
نجواك
أنا أهواك
أحسست بدفء جسدها
كالبركان
أين هي الآن
أين دهبت بها الريح
إلى غير الشطآن
وعادت دمعتها
تسقط كاللؤلؤ والمرجان
وأصبحت أنا شريداً
بلا وطن أو عنوان
تعليقات
إرسال تعليق