العاشقة
قصة جديدة مسلسلة
بقلم:تيسير مغاصبه
--‐----------------------------------------------------------
-٧-
الاختناق
أثناء تناول طعام الافطار كانت إبنة خالي في
مواجهتي تماما ،كانت تنظر إلي نظرات إعجاب
وتبتسم بينما تماره كانت تحتضن كفي بكفيها
وتنظر إلى إبنة خالي بسخرية نابعة من الثقة
في النفس ،
خالي وأمي يتبادلا نظرات ذات مغزى، قال خالي
ممازحا:
-إذا كنت معجبا بفاطمه لاداعي للحرج سنكتب
كتابكما على الفور؟
ضحكت أمي ثم نظرت أنا بأشمئزاز إلى فاطمه
عندما تخيلت للحظة إنها ستكون زوجتي بدلا
من تماره ،
أما تماره فنظرت إلي وشعرت بما في داخلي
وضحكت بصوت مرتفع ،بينما شعرت فاطمة
بالحياء المفتعل،
إستأذنت للخروج كي اتنزه قليلا في مدخل
البيت ..سمعت خالي يهمس لأمي:
- هي مجرد تجربة بسيطة فقط ،للتأكد والاطمئنان
عليه ؟
قالت أمي:
-ولكن ربما تفشل تلك التجربة وسوف يفقد الثقة
بي ويأخذ حذره فيما بعد.
-لا ياأختي، هي ليست أول مرة ..مجرد بخور
وتلاوة قرآن ،نسقيه الخليط فيشعر بالإرهاق
ثم يستلقي في فراشه ...وإتركي الباقي علي ؟
-لكن أخاف ياأخي أن يضر به ذلك الخليط ..أ..
ارجوك لاداعي لذلك؟
-مابالك هل انت مجنونه..وهل من المعقول ان
أتسبب بالمضرة لابن أختي..انه مجرد خليط
مكون من الأعشاب الطبيعية ..إن لم تفيده، فلن
تضره بشي؟
همست إلي تماره:
-هل سمعت يا عزيزي ؟
-نعم سمعت ولن ينالوا منا أبدا .
* * * * * * * * * * * *
في المساء قدم لي خالي كوب الأعشاب وقال:
- انا أعلم أنك تحب هذه الأشياء ،أشرب وإدعيلي
ياإبن (الغالية)؟
-اشكرك يا خالي.
أمسكت بكوب الأعشاب ..شكرته..تظاهرت بأني
سأشربه ثم دلقته من يدي على النار ،نظر خالي
إلى أمي وضحك بأسف شديد وضحكت أمي
بصوت مرتفع وهي لاتستطيع منع نفسها من
التوقف عن الضحك بسبب خيبة الأمل،
* * * * * * * * * * * *
في المساء شعرت ببعض الصداع ربما بسبب
إقترابي من وهج النار ..أعطتنني أمي قرص دواء
وقالت أنه للصداع..نظرت إلى أمي بقلق ،ثم إلى
تماره التي هزت رأسها محذرة..لكن قلت في
نفسي أنه مجرد قرص دواء ..إبتلعته..بعد ذلك
بدأت أشعر بإرهاق شديد ورغبة في النوم ..نظرت
إلى أمي التي كانت تنظر إلى خالي بتوتر وشعرت
بالقلق ..هل من الممكن أن تتآمر أمي علي !!
وتذكرت في تلك اللحظة أم الملك سيف بن ذي
يزن فارس اليمن الذي كان في كل مرة يتعرض
لمؤامرة تحيكها امه ضده فترسله إلى أماكن
محفوفة بالمخاطر لكي لا يعود..لكنه كان في
كل مرة ينجو ويعود ..وثم تعيد هي الكرة،
أمسكت بيد تماره وأنا ارتجف بشدة ،قالت بقلق:
-ماهذه الحبة ياعزيزي بحق السماء..لماذا إبتلعتها ؟
-إنها أمي ..ولم أتوقع أن تتسبب لي المضرة.
صمتت تماره ونظرت إلى أمي بقلق ،
إستأذنت للصعود إلى السطح للنوم ..لكن تماره
لمحت إبتسامة غير مريحة على شفتي خالي .
* * * * * * * * * * * *
إستلقينا في الفراش ..لأول مرة أشعر بالخوف
والقلق على فقدان تماره..بدأت أشعر بالإرهاق
الشديد ..طلبت من تماره أن تضمني بقوة ..كانت
تشعر بالقلق اكثر مني ..فذرفت دموعها مدرارا
بينما تتوسل إلى الله ان يحمينا،
فجأة بدأ الدخان ينبعث إلينا من كل مكان ويحيط بنا ..ويغمرنا بشكل غريب ..ويتشكل بصور كالأشباح تماما...بدأنا
نسعل..شعرنا بالاختناق..لم نعد نرى شيئا امامنا
من كثافة الدخان..وكانت الأشباح في
الظلام تروح وتجي أمامنا...
أمسكت بيد تماره وصرخت :
- تماره...لنجري.
تعليقات
إرسال تعليق